الأخبار

السفير اليمني في القاهرة لصحيفة الدستور : إذا حصل الحوثي على الأموال والأسلحة سيوقف الملاحة في البحر الأحمر

محمد على مارم قال إن الحكومة الشرعية تسيطر على أكثر من 80% من الأراضى.
لن نسمح لإيران بتوسيع نفوذها على حساب جيرانها بالمنطقة.. وعليها أن تكف عن تمويل الصراعات .
الموقف الذى وضعت الدوحة نفسها فيه كحكومة أدى إلى عزلتها واليمن انحاز إلى أشقائه .

قال الدكتور محمد على مارم، السفير اليمنى فى القاهرة، إن الحكومة الشرعية تسيطر على أكثر من ٨٠٪ من أراضى البلاد، لافتًا إلى أن التكاتف الشعبى وجهود «التحالف العربى» وراء الاستقرار، الذى بدأ يتحقق منذ فترة. وكشف «مارم»، فى حواره مع «الدستور»، أن البرلمان اليمنى سيكتمل تشكيله، ويجتمع فى موعده، خلال نوفمبر المقبل، محذرًا من أنه إذا حصل الحوثيون على الأموال والأسلحة، سينفذون تهديدهم بتدمير الملاحة فى البحر الأحمر.
وتطرق السفير اليمنى، خلال الحوار، لأهم الملفات على الساحة اليمنية فى الداخل والخارج، وموقف الدول العربية من الأزمة، ودور إيران فى تمويل الحوثيين، إلى جانب موقف اليمن من قطر، ومستقبل المفاوضات، والدور المنوط بالبرلمان اليمنى.
■ بداية.. كيف نجح الجنوب اليمنى فى التخلص من ميليشيات الحوثيين؟
– التكاتف الشعبى هو السر، والشباب على كلمة واحدة وعلى قلب رجل واحد، وبمساعدة «التحالف العربى»، الذى قادته مصر والإمارات والسعودية، والذى كان يرمى لنا السلاح من الطائرات، بالإضافة إلى قوة الجيش المتواجدة، التى كانت قوة رئيسية وأساسية فى تحرير الجنوب.
■ لماذا تأخر الحسم العسكرى فى «تعز» حتى الآن؟
– «تعز» تختلف عن الجنوب إلى حد كبير، فلا بد أن نأخذ فى الحسبان الجانب الاجتماعى والبيئى الخاص بكل محافظة، والتى أقصد بها «الطبيعة المجتمعية»، لأن «تعز» جزء من الجانب أو العمق الحوثى، لكن انتقلوا من سنوات طويلة، وعندما جاءت الحرب عادوا إلى الأصل أو المنشأ، وليس المنطقة التى يعيشون فيها، وهنا تكمن صعوبة الأمر فى أن تقف «تعز» على كلمة واحدة، وتتصدى للحوثيين كما حدث بالجنوب.
■ لماذا تأخر الحسم اليمنى بصفة عامة ضد الحوثى كل هذه الفترة؟
– بالعكس، الحكومة الشرعية اليمنية تسيطر حاليا على أكثر من ٨٠٪ من الأرض، لكن مازال رئيس الجمهورية، وحكومته، والقوة العسكرية التى تشكلت للمقاومة، تنظر إلى المدنيين العالقين فى باقى الأماكن، وعدم قدرتهم على الخروج من المدن التى تسيطر عليها جماعة الحوثى. نبحث عن كيفية القضاء على جماعة الحوثيين فى هذه المناطق، دون إلحاق الضرر أو الأذى بالمواطنين اليمنيين العالقين فى تلك الأماكن، التى تسيطر عليها الجماعة، ودون وقوع ضحايا مدنيين، لأننا لا نريد تكرار ما حدث داخل «عدن» و«تعز» وباقى المدن، وتسعى الحكومة الشرعية الآن إلى فتح قنوات اتصال والجلوس مع «الحوثيين» على طاولة المفاوضات.
■ ما شروط الحكومة للعودة إلى طاولة المفاوضات؟
– الحكومة اليمنية جلست أكثر من مرة على طاولة المفاوضات، لكن للأسف الطرف الثانى لا توجد لديه نية فى استقرار البلاد، رغم وجود عدد من المرجعيات التى تعتبر مرشدا لفتح قناة اتصال، من بينها المبادرة الخليجية التى جاءت بالرئيس هادى بانتخابات شرعية، والحوار الوطنى الذى أجرى مؤخرا، وقرار مجلس الأمن رقم ٢٢١٦ الذى اتخذ فى هذا الشأن.
وهذه المرجعيات الثلاث الأساسية هى أساس أى نقاش حول استقرار الوطن، ولا يمكن الحديث عن أى شىء آخر، لأنه يصعب التوافق على هذه المرجعيات بنفس درجة الانسجام، وبالتالى فإن اليمن، ممثلًا فى الرئيس هادى وحكومته، هو مظلة كل اليمنيين، والحكومة تطالب الطرف الثانى دائما بالجلوس إلى طاولة المفاوضات على هذا الأساس.
■ هناك صراع بين حكومة هادى والحوثيين على استقطاب الشريحة الأكبر من حزب على عبدالله صالح «المؤتمر».. ما رأيك؟
– أؤكد أن من تعاون مع الحوثيين، فقد تعاون معهم تحت الإكراه والخوف من البطش، فجماعة الحوثى تفجر المنازل والمساجد وتقتل كل من يقول لهم لا، والكثير يضطرون إلى تلبية مطالبهم حفاظا على أرواحهم، وبالتالى يعطى الكثير من أبناء حزب «المؤتمر» العذر لأصدقائهم العالقين مع الحوثى، بدلا من قتلهم وحفاظا على أرواحهم من القتل أو الأسر. وأؤكد ثانية أن قلة قليلة هى من تتبع جماعة الحوثى، لكن كل قادة «المؤتمر» تنظر حاليا للرئيس هادى على أنه الرئيس الشرعى للبلاد، وباجتماع قيادات «المؤتمر» والقيادات الشرعية فى البلاد سيكتمل البرلمان ويجتمع فى موعده مطلع الشهر المقبل.
■ ما توقعاتك لجلسة البرلمان اليمنى المقبلة؟
– الجلسة المقبلة ستنظر فى إعادة تقييم الواقع الذى وصلت إليه البلاد، وستعطى طبيعة الزخم السياسى الشرعية لعدد من القضايا التى ترتبط بالبرلمان، بداية من الحوار الوطنى، وملف الموازنة، وغيرها من القضايا التى تدخل فى الجانب التشريعى.
■ ما الحلول المطروحة لإنهاء أزمة اليمن؟
– الحلول هى مرجعيات أساسية ورئيسية، وإذا تكرر الحديث حول أى إضافة أخرى، فإن هذا يعنى أن نعود إلى نقطة الصفر من جديد، بما أن هناك مرجعيات أساسية منذ بداية الحرب، وحتى الآن، هى محض اتفاق دولى وعربى، فتبقى هى الأساس، وإذا أراد الحوثيون الجلوس، وفقا لهذه المرجعيات، كان بها، وإذا رفضوا، فالميدان هو أساس الفيصل، وهم زائلون زائلون.
■ ما تقييمك لخروج المحتجين الإيرانيين ضد «الملالى»؟
– المظاهرات الإيرانية خرجت تندد بوضع المعيشة الصعبة، ففى الداخل الإيرانى يصرف العديد من النفقات من موازنة الدولة على دول أخرى لإحداث فتن فى هذه الدول من بينها اليمن. وأدت هذه السياسات إلى انخفاض موازنة الدولة، وتأثير ذلك على معيشة المواطن الإيرانى، وبالتالى فإن الأحداث التى تشتعل الآن، من ضبط الأسلحة المهربة، ومصادر التمويل، وكشف الطرق المختلفة من الدعم الإيرانى للجماعات الإرهابية، ستؤدى إلى خفض التمويل الإرهابى فى إيران، وتعود هى إلى طبيعتها، كما سيعود الاستقرار إلى اليمن وسوريا والعراق ومصر ولبنان، ونحن نأمل فى هذا الأمر كثيرا.
■ هل ما يحدث فى إيران حاليا بمثابة المسمار الأول فى نعش النظام؟
– هذه دولة إسلامية لها احترامها، ونطمح أن تكون قوية، لكن ليس على حساب الشعوب وجيران المنطقة، وذلك غير مقبول فى كافة الأعراف الدولية والدبلوماسية، وبالتالى الشعوب ليس لها دخل أو دور فيما تقوم به حكوماتها، ونتمنى أن تعود حكومة إيران إلى رشدها مرة أخرى، وتدخل إلى الصف العربى والإسلامى.
■ هل ستحقق طهران حلمها بجعل اليمن ولاية تابعة لها؟
– كلام غير منطقى تماما، فاليمن دولة ذات سيادة ولديها أصول تاريخية، ولن يسمح أى يمنى، ولو لم يبق منا سوى واحد، بدخول أحد إلى أرضه حتى يموت.
■ ما دور الحكومة اليمنية فى التصدى للتمويلات الإيرانية ومنعها من الوصول لجماعة الحوثى؟
– الحكومة اليمنية نجحت إلى درجة كبيرة فى السيطرة على العديد من المداخل فى البحر الأحمر، وأدى هذا إلى السيطرة على تهريب الأسلحة والصواريخ إلى الحوثيين، لكن مازلنا بحاجة إلى إجراء عربى لرصد التجار الذين تتعامل معهم جماعة الحوثى ويستخدمون طرقا ملتوية لتهريب صفقاتهم المشبوهة إلى اليمن.
■ هل ينفذ الحوثى تهديده بضرب حركة الملاحة بالبحر الأحمر؟
– إذا توفرت له الإمكانات المادية، ونجح فى الحصول على الصواريخ والأموال والإمدادات، فمن المؤكد أنه سينفذ تهديده، لكن أود أن أشير إلى أمر هنا، فكيف لهؤلاء أن يزعموا أنهم يقودون دولة، بينما تهديدهم يؤكد عدم وجود أدنى فكرة أو استراتيجية أو رؤية لاستقرار هذه الدولة؟ فلم تستطع أى دولة أن تهدد بمثل هذا التهديد فى التاريخ الحديث، حتى كوريا الشمالية لا تستطيع أن تقول هذا الحديث، وإيران نفسها لم تستطع الإفصاح أو التهديد بمثل هذا الهراء.
هذا التهديد يؤكد أنهم جماعة لا رؤية لهم، ولا يمكن أن يفسح لهم المجال لتحديد مسار دولة.
■ ما إجراءات التنسيق مع الدول العربية للتصدى لتهديد الحوثى؟
– الحكومة اليمنية تستمد قوتها اليوم من القوة التى تعطيها وتمنحها لها الدول العربية، خاصة التى انضمت للتحالف، وأيضا الدول المطلة على البحر الأحمر، وكل من كان لديه رغبة فى الرقابة على البحر الأحمر وحمايته، لإحكام السيطرة وعدم إعطاء الفرصة لهؤلاء. بالتأكيد الضرر الناتج من تهديد الحوثى بقطع الملاحة فى البحر الأحمر، ليس ضررا على اليمن فحسب، وإنما على العالم العربى والمجتمع الدولى كله، لذلك من الضرورى دعم الشرعية اليمنية للسيطرة على هذه الأماكن، وعلى كل منافذ وأرجاء اليمن، مثلها مثل باقى الدول العربية.
■ ما خطتكم لمواجهة تدهور الوضع الصحى فى اليمن بعد تدمير الحوثى المنشآت الطبية؟
– لدينا الآن استقرار فى أكثر من ٨٠٪ من مساحة اليمن، بالإضافة إلى السيطرة الكاملة على منطقة الجنوب، وفى هذه الأماكن عادت الخدمات الطبية وتحسن الوضع الطبى إلى حد كبير، وتمت إعادة بناء وتطوير المنشآت التى دمرت على يد الحوثى.
وتبذل الحكومة اليمنية، وعلى رأسها رئيس الوزراء اليمنى أحمد بن دغر، جهدا كبيرا لإعادة المؤسسات لطبيعتها مرة أخرى، سواء عن طريق الدعم الداخلى، أو الدعم الخارجى للمنظمات الدولية.
وأود التنبيه إلى أن إيرادات الدولة مازالت تعتمد فى ٧٠ ٪ منها على الجمارك والضرائب، ما سبب أزمة كبيرة فى الموارد الاقتصادية، بالإضافة إلى دفع رواتب الموظفين وغيرها، لكن جزءا كبيرا من الدولة أصبح أفضل بكثير من الأمس، وأمامنا الكثير لتحقيقه.
■ هناك دول قدمت مساعدات لليمن بعد إعلان الأمم المتحدة أنه على شفا مجاعة.. ما هذه الدول؟
– فى المقام الأول المملكة العربية السعودية، كما توجد مساعدات أخرى ومختلفة قدمتها مصر فى الجانب الصحى، وقدمت الإمارات مساعدات فى مجال التعليم والمدارس، والكويت قدمت مساعدات فى مجال المياه، والمواد .

Skip to content