الأخبار

د‏.‏محمد علي مارم سفير اليمن في حوار شامل لـ الأهرام المسائي‏:‏ اليمن يعاني آثار جرح عميق أدمته إيران

لليمن في قلب كل عربي منزلة خاصة‏,‏ فهو البلد السعيد الذي عصفت الحرب بأحلام مواطنيه فلم يعد كسابق عهده سعيدا بل بات الحزن يخيم علي جميع أرجائه‏,‏ وحرم الصراع الداخلي والمؤامرات الخارجية سكانه الأمن والاستقرار للعام السادس علي التوالي‏,

وما بين أطماع المخلوع في البقاء الأبدي علي رأس السلطة ورغبة أقلية في الاستيلاء علي مقدرات الدولة تاه المواطن البسيط وترملت النساء وجاع الأطفال وتعرض البلد الذي شهد أزهي مراحل التحضر والثقافة والرقي لأصعب وأخطر محنة ربما في تاريخه الطويل بما يهدد وحدته واستقراره ومستقبل شعبه. الحديث عن اليمن حديث ذو شجون.. إلا أن الأمل في عودة الأوضاع إلي سابق عهدها لا يزال معقودا علي السلطة الشرعية في البلاد ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته التي تساندها كل الدول العربية الشقيقة, وكذا تحظي بدعم الشرعية الدولية, وكل المنظمات الأممية.. حول مجمل الأوضاع هناك دار هذا الحوار مع الدكتور محمد علي مارم السفير فوق العادة للجمهورية اليمنية الشقيقة لدي القاهرة.. فإلي تفاصيل الحوار:
ـ اليمن.. إلي أين؟
يمر اليمن بمرحلة تحولات مفتعلة من قبل جهات عالمية, أشبه بالتي تمر بها كل من سوريا وليبيا, مرحلة أضرت به, وهو لا يزال يعاني آثار الجرح العميق الذي تسببت فيه دولة إسلامية هي إيران, ونفذتها أيادي قتلها الجهل بسبب نقص التعليم والثقافة, ولهذا مازال جرح الوطن ينزف.
ارتكبت هذه الأيادي انتهاكات ضد حقوق الإنسان وانتهاكات أخري بحق الدولة ومؤسساتها, واستفادت منه جهات موجودة داخل الدولة تريد إعادة حكم العائلة في الوقت الذي تدعي فيه الدفاع عن قضية الشعب, بينما هدفها الأساسي هو تمكين حكم العائلة.
وإزاء هذا الوضع الخطير في اليمن تبنت الدول العربية والمملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي موقفا, توصلوا خلاله إلي اتفاقية الخليج التي أثمرت تسليم السلطة إلي الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي عمل علي مشروع من أجل الحفاظ علي مؤسسات الدولة وهويتها ومقدراتها بوضع آلية لإجراء انتخابات برلمانية, وتنظيم حوار وطني استمر أكثر من عام, شاركت فيه كل القوي الوطنية بما فيها الأحزاب والمرأة, والقوي السياسية غير المهيكلة والشباب, كانت له نتائج إيجابية, حيث نجح في وضع نقاط ومبادئ دستورية لكل ما كان يشعر به المواطن اليمني من آلام.
الحوار الذي دار بين650 عضوا موزعين علي9 فرق, من بينها فريق بناء الدولة وصياغة الدستور الذي شرفت برئاسته, والذي ضم وحده أكثر من13 وزيرا من بينهم وزير الخارجية الأسبق, ناقش كل القضايا التي تهدف إلي معرفة سبل الوصول بالبلاد إلي بر الأمان, من خلال المشروع الذي تقدم به هادي الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية, هذا المشروع الذي أفشل خطة بقاء حكم الدولة في يد أسرة واحدة وانتزعه منها, وعندما وجدت هذه الأيادي أن هناك مشروعا عظيما لليمن قاموا بانقلاب علي الميدان وعلي الدولة وعلي العاصمة ووصلوا إلي عدن, الأمر الذي وضع البلد في مأزق كبير إلي الحد الذي يصعب عليك فيه أن تجد إجابة لسؤالك.. اليمن إلي أين؟
وفي ظل وجود انتهاك لحرمة المواطن وللأرض, ولحقه في كيفية إدارة الدولة, جاءت عاصفة الحزم تعبيرا عن الموقف العربي القوي الذي ساند شرعية الدولة ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته, وكانت جمهورية مصر العربية التي هي بمثابة الأم للوطن العربي هي في قمة الدول هي والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات, ساندت الشرعية واستقمنا اليوم علي أرجلنا بشكل جيد, وقدرنا علي إجلاء كل من انتهكوا المحافظات أو أغلبها, بمعدل أكثر من50% منها.
ونستطيع القول الآن إننا لدينا تطورات إيجابية وننتظر ضغطا دوليا حقيقيا من جانب منظمة الأمم المتحدة لتمارس حقها الطبيعي في تطبيق القرار رقم2216 الصادر عن مجلس الأمن الدولي, والذي يفترض أن يتم تنفيذه بأيدي المجلس نفسه, وإلزام كل الجهات التي انتهكت الدولة بأن يطبق عليها هذا القرار.
ـ في تقديركم.. هل نتجت الأزمة التي يعيشها الشعب اليمني بسبب أطماع إيران ورغبتها في التمدد والتوسع والهيمنة علي الإقليم,علي حساب الدول العربية الشقيقة أم بسبب المشروع الأمريكي المسمي بالشرق الأوسط الكبير الذي بشرت به وزيرة الخارجية السمراء كوندوليزا رايس والذي يطلق عليها اسم الفوضي الخلاقة, بينما ترجمته الحقيقية التدمير الخلاق؟
من ناحية أخري أيهما كان أكثر ضررا علي الحالة اليمنية وأدي إلي وصول الأوضاع لما هي عليه الآن.. رغبة المخلوع علي عبدالله صالح في البقاء في السلطة وتوريثها أم أطماع الحوثيين في الاستيلاء عليها؟
الحقيقة هو خليط من الاثنين, جانب دولي يسعي إلي الهيمنة وآخر محلي يسعي للاستيلاء علي السلطة, وكلاهما يريد حصته, الأول لديه مخططاته لتفتيت المنطقة, والثاني يملي شروطه لمساندة الجانب الدولي علي تمزيق الأمة, ويسعي لتحقيق مصالح شخصية في مقابل تنفيذ الأجندات الخارجية, هذه المصالح تتلخص في بقاء حكم العائلة أو استيلاء فئة من فئات المجتمع وهي أقلية علي سلطة الدولة, وجميعهم لا يسعون إلي استقرارالعالم, وأقصد بالعائلة هنا عائلتي المخلوع والحوثي, ومفهوم العائلة يتجاوز معني العائلة بشكلها المباشر والمحدود ولكنه يسعي إلي صلات قد تمتد إلي خارج اليمن وصولا إلي إيران.
تعني أن الحوثيين يمثلون رأس الرمح الإيراني الذي يريد أن يغمد في قلب اليمن؟
بالضبط.. فبالإشارة إلي نظرية المؤامرة, نجد أن الأذرع الخارجية واضحة وملموسة, وليس أدل علي وجودها من التدخل الإيراني السافر في شئون اليمن الداخلية بتهريب السلاح والدفع بالخبراء العسكريين القادمين من طهران لدعم الحوثيين وتدريبهم, الأمر الذي كان له أسوأ الأثر في حالة عدم الاستقرارالتي تشهدها البلاد منذ سنوات.
نعم.. الجانب الدولي موجود, وكذلك المحلي الذي يمثل رغبات فردية لا تسعي لاستقرار اليمن, وكلا الجانبين لعب دورا في وضع البلد والمنطقة علي هذا المنحني.
واليمن.. بعدد سكانه الكبير وعلاقاته واتصالاته وموقعه الإستراتيجي في منطقة حرجة حاكمة لأحد أهم طرق الملاحة العالمية ذي أثر كبير ما بين الشرق والغرب, وما بين البحر الأحمر وخليج عدن, ويمتد تأثيره عبر الحقب التاريخية العربية, بثقله الثقافي والحضاري, كل هذه العوامل منحته مزيدا من الأهمية علي المستوي العربي والإقليمي والدولي لعقود طويلة, وإذا ما ترك أمره لتدخل القوي الداخلية والخارجية, ولهذه المخططات لانتهزت هذه أيادي الشر الفرصة وسيطرت علي البلاد بكل ما يعنيه هذا من آثار سلبية ستنعكس حتما علي الشعب اليمني وشعوب المنطقة بل وعلي العالم كله.
ـ ألا تتفقون معي أن المؤامرة الدولية علي اليمن سبقت التدخل الإيراني, وأن الاثنين تآمرا معا ضد مصلحة هذا البلد الذي يشكل جزءا من الوطن العربي الذي مزقته تداعيات الربيع العربي؟
أعني أن إيران انتهزت أجواء المؤامرة الغربية لتنفيذ مشروعها التوسعي, بما يشير بقوة لوجود تواطؤ بينها وبين واشنطن, حيث تركت الأولي لطهران الحبل علي الغارب لكي تتمدد وتقوي وتستأسد علي جيرانها في العراق وسوريا واليمن والبحرين وغيرها, بل وتركتها تمضي في برنامجها النووي؟!
صحيح إلي درجة كبيرة, إلا أن الموقف الدولي لعب دورا إيجابيا مع اليمن من خلال قراراته, حيث صدر عنه القرار رقم2216 والذي جاء علي قمة اهتمامات الدول الخمس الكبري, وبالتالي علينا أن نأخذ الجانب الإيجابي في هذا الأمر, أما الجانب السلبي فنعود به علي الجهة التي قامت به بشكل مباشر, ولا نعمل علي التأويلات, دعني أؤكد أن الجانب الدولي يلعب اليوم دورا واضحا ودقيقا مع اليمن, والجانب العربي أيضا له امتداد واسع, لكن الجانب الأساسي الآخر الذي قام بالتدخل بشكل مباشر في شئون اليمن, والذي انتقده في كل محفل وأشير إليه في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي حيث أعلنت المنظمة الدولية أن هذا التدخل انتهاك غير مقبول, ونحن من جانبنا نثمن هذه التصريحات التي تعكس موقفها الحقيقي من هذا الوضع, ولا نعمل أو نقرأ ما بين السطور, ولكن هناك لمسات أخري تتضح من خلال التغييرات, الموقف الدولي واضح تماما فيما يطرح علي الطاولة فهو مع اليمن, وضد التدخل الإيراني السافر في شئونه.
ـ بما تفسر تلكؤ ورفض الإدارة الأمريكية في عهد أوباما تصنيف ميليشيات الحوثي كجماعة إرهابية, وربط تسليح الجيش اليمني بالتزام الحكومة الشرعية بعدم التعرض أو مواجهة أو توجيه السلاح للحوثيين, وقصر توجيهه ضد القاعدة باعتبارها العدو الحقيقي, واعتبار أتباع الحوثي خطا أحمر لا يجب الاقتراب منه؟
نحن ننظر في المقام الأول لمن هو معنا, وأعني المخلوع علي عبدالله صالح الذي عمل علي ثمانية حروب تقريبا ضد الحوثيين في صعدة, الآن, وبين يوم وليلة أصبح شريكا لهم في الانقلاب علي الدولة ومؤسساتها!!
مما يطرح سؤالا مهما: مع من كان يتحارب المخلوع؟
وقد أوضح مجلس الأمن الدولي في قراره رقم2216 أنه ضد هذا العمل, وبالتالي سواء رأيناها بشكل مباشر أو غير مباشر نحن لا نقبل هذا الأمر.
إذا كانت هناك بعض التفصيلات الأخري, فلا يمكن وصفها بأنها عملية مؤسسية لأنها لا تظهر في أروقة الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية ذات الرأي التي تعبر عن السلطات في المنطقة وفي العالم.
ولا توجد منها بشكلها المباشر الذي تلمسه.
ربما هذه أشياء تقال وتدار من أماكن رسمية بهذه الدولة أو تلك ما عدا ذلك فهو موجود بشكله الواضح ممثلا في دولة إيران الإسلامية التي يفترض أن تحافظ علي مبادئ الإسلام مثل الأخوة والترابط وكيفية الحفاظ علي السلام.
المواقف الواضحة والمعلنة والملموسة للدول الكبري هو ما نعول عليه, وهو موقف رافض للتدخل الإيراني.
ـ هناك انتقادات توجه دائما إلي المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد تقول إن جهوده تراوح مكانها, وإنه لم يصل إلي نتائج محددة رغم زياراته المتكررة لبلادكم.. ما تعليقكم؟
ولد الشيخ أحمد عمل من قبل في اليمن لمدة ثلاث سنوات قبل أن يعود إليه مبعوثا دوليا, ولديه معرفة ودراية كاملة حول خصوصية الأوضاع اليمنية, وقد ساعده هذا علي إدراك الواقع هناك,
وطوال فترة وجوده حقيقة هو يعمل بشكل إيجابي لدرجة كبيرة, ولكن ربما لأن كل الجهات ترمي فوقه, فنحن كجهة شرعية للدولة, انتقدناه مرارا.
وعلي كل حال ولد الشيخ لديه خطة عمل يسعي من خلالها إلي كيفية وجود التوافقات, ولكن أحيانا تخرج هذه التوافقات عن إطارها الأساسي وعن المسار المقرر لها, وقتها نحن لا نقبل بهذا الخروج, وهو طوال فترة عمله يؤكد هذه التوافقات والمرجعيات الثلاث الرئيسية للحل وهي: اتفاقية التسوية السياسية كمرجعية أساسية, ثم مخرجات الحوار الوطني والتي أصبحت مطلبا رئيسيا عبارة عن الصناعة لكل ممثلي الأحزاب والقوي السياسية والشباب, وبالتالي هي عبارة عن دستور اليمن,
المرجعية الثالثة والتي هي أساسا تلزم الجهات التي انتهكت الدولة من خلال المال هو القرار الدولي المشار إليه تحت البند السابع.
هذه المرجعيات التي يؤكد عليها المبعوث الأممي هي الأساس لبداية العمل السياسي والاستقرار.
ـ بعد35 عاما قضاها المخلوع علي سدة الحكم كرئيس لليمن, بما تفسر تحوله من رئيس إلي متآمر مع جهات أجنبية وفئات داخلية كان يناصبها العداء للدرجة التي لا يتورع فيها عن قتل أفراده, وبعد أن كان مسئولا بصفته عن تأمين مقدرات البلاد وسلامة مواطنيها يتحول إلي تخريب الوطن وتشريد سكانه, وما هي الإجراءات الاحترازية التي يمكن استخدامها مستقبلا للحيلولة دون تكرار هذا المثال مرة أخري؟
شعوب المنطقة العربية بشكل عام والشعب اليمني علي وجه الخصوص تسعي جميعا للسلام والاستقرار, وتدرك مدي أهميتهما, وهما هدفان لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال وجود شخصيات تقود الشعوب إلي تحقيق أهدافها علي وجه العموم.
هذا الشخص( المخلوع) لم يكن لديه رؤية حقيقية حول الاستقرار ولا لكيفية تحقيقه, والاستقرار في رأيه هو وجوده علي رأس السلطة, فإن كان موجودا فهذا يعني تحقق الاستقرار من وجهة نظره, وهو اعتاد أن يلعب علي كل الحبال( يوم معك ويوم ضدك), لم يعط أي دولة من دول الجوار اتفاقا معينا يعني ثوابت يفترض أن تلتزم بها الدول, فإذا لم يحقق الاتفاق الذي وقع عليه مصالحه الشخصية يقوم بتغييره, إذن الإشكالية هي في الشخص الذي حكم اليمن, فهذا البلد لديه مقدرات أهمها العامل البشري, وهو عنصر منتج إلي درجة عالية في كل المجالات( الصناعة والبناء والتجارة وغيرها) سواء داخل حدود بلاده أو في أي مكان في العالم, وقد استفادت كل دول جوار اليمن من خبرات وإنتاج اليمنيين, وإضافة إلي المورد البشري الهام, هناك موارد أخري طبيعية( غاز- بترول- معادن) لم يستفد اليمن منها, بسبب وجود هذا الشخص الذي كان يطبق نظرية( جوع كلبك يتبعك), وهي مقولة لا تقال في أي دولة, ولكنها نظريته التي طبقها بالفعل, فقد أهمل وضع مشروعات تنمية حقيقية للبلد, والمنطقة التي تحالف معها مؤخرا والتي حاربها ثمانية حروب لم يدخلها مدارس منذ عام1962, مخالفا بذلك مبادئ ثورة سبتمبر, وهي منطقة محرومة من التعليم والصحة والطرق وغيرها من الخدمات الأساسية, ويمكن القول إنه تعمد تجهيل هذا المجتمع طوال هذه الفترة لكي يستخدمه وقتما أراد.
فما لديه من دهاء ليس في الحكم وإلا لكان جعل من اليمن بلدا يشار له بالبنان كما كان يشار إليه عبر حقب زمنية مختلفة, هو شخص لا يعتمد عليه, كما أنه لا يمكن إذا تم التوصل لأي حلول مستقبلية أن يكون ركيزة, ولا يمكن الوثوق في أي كلمة يقولها علي مائدة مفاوضات, ففكره علي مدار33 عاما هو من أضعف المورد البشري اليمني والتنمية ومستوي الأجور وفي كل شيء, وهو الذي أوصل البلاد إلي ما هي عليه الآن.
إلا أنه لم ينجح في إضعاف المرجعيات القبلية والتاريخية والثقافية المترسخة في عمق الإنسان اليمني التي يعرفها العالم كله عن اليمني بأخلاقه العالية وثقافته وتحضره وتوجهاته نحو الأصوب والأمثل في كل شيء والمستمدة من انتمائه الإسلامي والحضاري, وعاداته وتقاليده, ولولا هذه الصفات لكان اليمن اليوم في وضع آخر خلافا ما هو عليه.
ـ هل يمكن وصف المخلوع بأنه خائن لشعبه ولحليفته الأولي العربية السعودية التي أكرمت وفادته وتعهدته بالرعاية والعلاج حتي تماثل للشفاء من آثار ما تعرض له من إصابات وحروق خطيرة جراء ثورة الشعب اليمني عليه في2011 في إطار ما يعرف بثورات الربيع العربي, فإذا به ينقلب علي الجميع ويتحالف مع دولة معادية وفئة ضالة ضد شعبه وحليفته الكبري؟
هو شخص متقلب ونرجسي يصر علي أن تبقي السلطة داخل بيته, ولا يحترم الاتفاقات والمواثيق التي يوقعها لا في الداخل ولا مع الدول الشقيقة, تبعا لمزاجه الشخصي ولمصالحه الخاصة الضيقة, هذا التقلب الذي عاني منه الشعب اليمني طوال فترة حكمه, فهو اعتاد أن يبني علي ما يريده هو لا علي ما يريد الشعب.
وخيانة المخلوع علي عبد الله صالح لشعبه ليست أمرا جديدا عليه, فهو يتحالف اليوم مع دولة وينقلب عليها غدا, ويتفق مع قبيلة, ليدير لها ظهره ويتحالف مع غيرها, ويوقع الفتن بين القبائل, هذه طريقته, يدير الدولة التي لها شأنها في العالم كما لو كان يدير بيتا.
ـ أيهما أخطر علي اليمن القاعدة أم الحوثيون؟
كلاهما خطير.. فالاثنان يحاولان تحقيق أهداف ضد مصلحة اليمن, فلا أفضلية لأيهما علي الآخر, كلاهما مر, من سعي في هذا الاتجاه لا يرهق اليمن وحده بل يرهق العالم كله.
ـ ما تعليقكم علي القرار العنصري الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض حظر علي دخول اليمنيين إلي الأراضي الأمريكية ضمن7 جنسيات أخري تم حظرها من دول كلها ذات أغلبية إسلامية؟
نحن استبشرنا خيرا بقدوم ترامب للحكم خاصة بعد الموقف الذي اتخذته وزارة الخارجية الأمريكية أثناء اجتماع الدول الأربع علي يد جون كيري, وموقفه المفاجئ المتمثل في عدم رغبته في السماح لليمنيين بدخول الأراضي الأمريكية ليس موقفا أمريكيا نهائيا, نحن نتعامل مع دولة كبري لها مؤسساتها الأخري القادرة علي تغيير هذا القرار, بدليل ردة الفعل في الشارع الأمريكي والمحكمة الفيدرالية العليا منه, ولهذا لا ننظر إلي القرار الرئاسي باعتباره نهاية المطاف بالنسبة للشعب اليمني.

Skip to content