العلاقات اليمنية - المصرية
تمثل مصر الركيزة الاساسية للدول العربية وتلعب دورا مهما فى حفظ وصيانة أمن واستقرار الدول العربية والمنطقة العربية بأكملها وتمتد العلاقات اليمنية المصرية منذ القدم وتتسم بروابط عرقية وعميقة مميزة فمنذ قيام الحضارات القديمة ووجود الدول وخلال العصر الحديث ربطت مصر باليمن روابط ثقافية واقتصادية فى عصر محمد على , كما لمصر واليمن دور ايضا في ناسيس جامعة الدول العربية وساهمت مصر في عهد الرئيس عبدالناصر فى الحرب اليمنية .
واليمن التى تملك موقعا جغرافيا هاما ومميزا لأمن الخليج العربى والذى يمثل ركيزة مهمة من ركائز الامن القومى المصرى ويتميز موقع اليمن باطلالته على مضيق باب المندب الذى مثل حديثا اهمية كبيرة لدول العالم بعد انشاء قناة السويس. وبذلك تمثل اليمن اهمية خاصة لمصر من ناحية موقعها الهام والضرورى فى الحفاظ على المصالح المصرية وعدم تعريض الامن القومي المصري للخطر بما فى ذلك حماية مضيق باب المندب من اى تهديدات تضر بالمصالح المصرية. وكان ذلك واضحا بمشاركة مصر فى التحالف الدولى فى اليمن ضد الجماعات المسلحة .الموقف المصري من الازمة اليمينة
يمكن رصد الموقف المصري من الازمة في اليمن من خلال عرض اهداف الموقف ورصد ملامحه :
اولا : اهداف الموقف المصري
الهدف الاول : التأكيد المصرى على أهمية أمن الخليج ومساندتها للسعودية فى موقفها ضد ميلشيات الحوثى فى اليمن ودعما للشرعية السياسية للرئيس منصور هادى والدستور اليمنى
الهدف الثاني : تأمين المصالح المصرية فى مضيق باب المندب تخوفا من الاوضاع الغير مستقرة فى الداخل اليمنى والحفاظ على الامن المائى فى قناة السويس
ثانيا : رصد ملامح الموقف المصري
1. يتسم الموقف المصري تجاه الازمة اليمنية بالتوافق مع الموقف السعودي خاصة والموقف الخليجي عامة, والموقف المصرى يتسم عامة بالثبات تجاه الازمة اليمنية منذ بدايتها لما تمثله من اهمية للامن القومى الخليجى وبالتالى الامن المصرى.
2. الدعم السياسي لسلطة الرئيس عبدربه منصور هاد. اتخذت القاهرة قرارا فى 23 فبراير 2015 باغلاق سفارتها فى العاصمة صنعاء بعد سيطرة الجماعات المسلحة عليها, وتوافقا مع المواقف الخليجية والدولية باغلاق السفارات فى العاصمة صنعاء, وأكدت الخارجية على دعم المؤسسات الشرعية ورموز الدولة, ومشددة على التزام جميع الاطراف بسبل الحوار والبعد عن استخدام اى طرف للعنف, والالتزام بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطنى واتفاقية السلم والشراكة الوطنية وقرارات مجلس الامن بشأن الازمة فى اليمن. واستمرارا للدعم السياسى للسلطة الشرعية فى اليمن, أعلنت مصر فتح سفارتها فى عدن بعد اتخاذ الرئيس منصور هادى المدينة مقرا له ودعما لشرعيته وتوافقا مع المواقف الاقليمية والدولية .
3. دعم العملية العسكرية فى اليمن ، بعد أعلان السعودية توجيه حملة عسكرية(عاصفة الحزم) ضد معاقل الحوثيون فى اليمن ودعما للشرعية السياسية للرئيس منصور هادى, أعلنت مصر دعمها الكامل للحملة العسكرية ومشاركتها فى الحملة التى تكونت من دول مجلس التعاون ومصر والمغرب والسودان والاردن وبتأييد دولى من مجلس الامن للحملة, ساهمت القاهرة فى العمليات العسكرية الداعمة للشرعية اليمنية .
4. الالتزام بالمبادرة الخليجية ، أكدت الخارجية المصرية على ضرورة الالتزام بالحل السياسى على اساس المبادرة الخليجية والياتها التنفيذية وقرارت مجلس الامن ذات الصلة. الموقف المصرى يلتزم بضرورة العودة للشرعية وأسس الحوار لتحقيق مصالح المجتمع اليمنى وتحقيق الاستقرار السياسى والالتزام بخارطة الطريق والانتقال السلمى للسلطة
نبذة تاريخية
تتسم العلاقات المصرية اليمنية بقدر كبير من التميز والخصوصية وذلك بالنظر إلى الدور التاريخي لمصر على الساحة اليمنية فالعلاقات المصرية اليمنية قديمة للغاية ولعل من أقدم الشواهد الذي يشير إلى تواصل البلدين حرص الملك تحتمس الثالث ارسال وتلقي الهدية من التجار السبئيين وكان التجار اليمنيون المورد الرئيسى للبخور إلى المعابد المصرية القديمة .
وفى العصر الحديث حرص محمد على باشا على مد نفوذ الدولة المصرية الى اليمن وتقوية العلاقات التجارية وتبادل السلع بين البلدين وعلى فرض سيطرة الدولة المصرية على طرق التجارة في البحر الاحمر وانشئ اسطول مصرى قوى سيطر على البحر الاحمر.
و تعززت أواصر العلاقة بعد دعم مصر للثورة اليمنية فى ستينيات القرن الماضي بالدم وبالسلاح فى فترة حكم الرئيس جمال عبدالناصر حيث شاركت قوات مصرية في دعم ثورة اليمن فى التخلص من الاستعمار البريطاني في الجنوب ومن نظام الامام الرجعى . وشهد عام 2004 بداية مرحلة جديدة في علاقات البلدين بعد زيارة الرئيس اليمني على عبد الله صالح إلى القاهرة وتسوية بعض القضايا المعلقة والتي كان منها موضوع الإرهاب وتسليم العناصر المتطرفة.