الأخبار

د.محمد علي مارم السفير اليمني بالقاهرة في حوار مع “الجمهورية”:

مصر “سند” الشرعية باليمن.. و”صمام أمان” ضد أطماع إيران 300 ألف لاجئ يمني يعيشون بالقاهرة.. و”في عز الشدة” احتضنتهم “أم الدنيا”
الحوثيون يستولون علي الضرائب والجمارك.. يشترون الأسلحة.. ويتركون الأهالي  “جوعي”
التحالف العربي تدخل عسكرياً.. لحماية “وحدة اليمن”
حوار – صلاح مرسي:
أشاد السفير اليمني في القاهرة د.محمد علي مارم  بالدور المصري الداعم بقوة للشرعية اليمنية. ضد الانقلابيين الحوثيين. والمدعومين من إيران ومساندة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وأكد أن مصر ثابتة علي موقفها المعلن. منذ إعلان التحالف العربي. وأوضح أن القاهرة تستضيف أكثر من 300 ألف لاجئ يمني. جاءوا يطلبون الأمن والأمان في أرض “أم الدنيا”. وأعدادهم تتزايد كل يوم. بسبب انتهاكات الانقلابيين لحقوقهم. وعدم صرف رواتب الموظفين.
وكشف السفير اليمني في حوار أجرته معه “الجمهورية” عن الأسباب التي شكلت الشرارة الأولي لاندلاع الازمة. ودور إيران في اشعال فتيل الحرب الأهلية علي خلفية أطماعها بالمنطقة ورغبتها في السيطرة علي مضيق “باب المندب”.
وقال إن الجيش اليمني أصبح قوياً. ويضم أبناء جميع طوائف اليمن. ويستطيع تحرير العاصمة صنعاء في أي لحظة.. لكنه يتمهل حتي يتجنب إراقة المزيد من دماء الأبرياء.. والي نص الحوار:
** ما هو تقييمك للعلاقات المصرية اليمنية!!
* العلاقات المصرية اليمنية لا تحتاج لتعليق من سفير أومن مواطن يمني. لأنها عميقة منذ فجر التاريخ ومعمدة بالدم في الستينيات من القرن الماضي عندما قرر الزعيم المصري والعربي جمال عبدالناصر دعم الثورة اليمنية لتحقيق مطالب الشعب اليمني.
كما أنها موجودة في المعلم المصري الذي جاء لتعليم أبناء اليمن القراءة. ونشر الثقافة والتنوير بعد سنوات من الظلم والجهل. وتحت الحكم الإمامي. جاء المعلم المصري إلي الجامعات اليمنية لتطوير العملية التعليمية علي جميع المستويات. هذا علي المستوي الشعبي والتاريخي.. أما علي المستوي الرسمي. فإن الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة اليمنية يوليان هذه العلاقة اهتماماً خاصاًَ حيث تتمتع العلاقة مع مصر بالكثير من الود والعمق التاريخي وهي علاقة ليست مجالاً لحديث.أو أن يعبر عنها مسئول يمني أو غيره بل هي وصف بالاجماع حول رسوخ المواقف والعمق علي مدي التاريخ.
** وماذا عن دعم الشرعية في اليمن علي المستوي السياسي والعسكري؟
* الدعم الحقيقي للشرعية في اليمن هو الدعم العربي والدولي. ومصر إحدي الدول التي أكدت ضرورة الحفاظ علي الشرعية اليمنية ممثلة في الرئيس عبدربه منصور. وهو موقف جبار أسهم في استقرار الجمهورية اليمنية بحكومة شرعية منتخبة وأدي إلي توضيح الكثير من أمور الدولة وبالتالي فان الموقف المصري لا يقدر بأي ثمن. ولم يتغير منذ تاريخ إعلان التحالف العربي حتي اليوم وهو موقف داعم للجمهورية اليمنية ومع الرئيس اليمني. وتعد مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي من أبرز الدول الداعمه للشرعية اليمنية علي مستوي المنظمات الدولية. سواء في الأمم المتحدة أو الجامعة العربية وفي جميع الحافل الدولية. والقاهرة تعمل بقوة لإعادة الاستقرار لليمن وإجهاض مخططات إيران ومطامعها في اليمن والعالم العربي.
** كم يبلغ عدد اللاجئين اليمنيين؟
* هناك تزايد كبير في عدد اللاجئين اليمنيين. واستطيع القول إن عددهم داخل مصر علي سبيل المثال يفوق الـ300 ألف لاجئ وهذا العدد في ازدياد بشكل يومي بسبب الانتهاكات الحوثية التي يتخذها الانقلابيون ضد المدنيين في المنطقة الشمالية مما أدي لزيادة هروب اليمنيين إلي خارج البلاد وداخلها.
لا يقتصر الأمر فقط علي الانتهاكات العسكرية للمدنيين بل عدم دفع رواتب الموظفين رغم ان الحوثيين يسيطرون علي إيرادات الدولة بدخل يزيد عن 57 مليار ريال يمني تأتي من ميناء الحديدة وإيرادات الجمارك والضرائب وهذه الأموال لا يتم توجيهها لخدمة الناس وتوفير مستلزماتهم اليومية ولكن يتم توجيهها للحرب وشراء السلاح. مما يدفع الناس إلي الخروج من اليمن بسبب هذه الانتهاكات العسكرية والمدنية.
** هناك بارقة أمل للتوصل لحل سياسي؟
* هناك مفاوضات جارية بين الحكومة الشرعية وبين الانقلابيين برعاية الأمم المتحدة ممثلة في مبعوثها الدولي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وهي مباحثات بدأت منذ فترة بهدف الوصول لايجاد حل سلمي ينهي النزاع ويجنب المدنيين الدمار والقتل الذي يمارسه الحوثيون ضد أبناء اليمن جميعاً.
وأضاف: في كل مراحل التفاوض. التي مرت منذ انقلابهم علي الدولة والسلطة ومؤسساتها والشرعية التي يمثلها الرئيس هادي. تمسك خلالها الرئيس بضرورة الجلوس علي مائدة المفاوضات. والعودة إلي العقل والمنطق. وأن يكون الحوار هو لغة التعامل بين الأطراف السياسية لإعادة السلام والأمن لليمن. ولكن الانقلابيين لا يوجد فيهم من يدرك عواقب هذه الحرب وتمادوا في غيهم وحربهم ضد المدنيين. في حين أن الحكومة الشرعية ونائب الرئيس والحكومة وكل القوي السياسية والأحزاب تنادي بضرورة الجلوس علي مائدة المفاوضات.
تابع: وإذا لم نجلس اليوم بإرادتنا سنجلس غداً. لأنه لا مناص من التفاوض ولن يكون هناك نصر يمني علي يمني. واليمن واحد ولابد من الجلوس لإعادة الاستقرار وتحقيق الأمن لكل أبناء اليمن فطبيعة النقاش ستكون علي أساس مخرجات الحوار الوطني. التي اتفق عليها كل الأعضاء والقوي السياسية بمن فيهم الحوثيون أنفسهم وكذلك الشباب وزعماء القبائل والعشائر. بمعني أنها حازت بقبول واتفاق كل الشعب اليمني ولكن انقلب عليها الحوثيون بالشراكه مع المخلوع علي عبدالله صالح.
** ما أبرز نقاط الخلاف بين القوي السياسية اليمنية؟
* لا يوجد خلاف بين الحكومة الشرعية. ولكنه انقلاب من قبل مجموعة مدعومة من ريان والانقلابيين يبحثون عن سلطة.. والشرعية تبحث عن دولة حقيقية.. وهذا هو الفرق بين من يبحث عن دولة وكيفية استقرارها. ومن يبحث عن سلطة وكيفية اغتصابها واغتصاب حقوق الشعب. وهذا هو الفارق الرئيسي بين الدولة ممثلة في الرئيس هادي.. وبين من انقلب علي السلطة لتحقيق أهداف طائفية وإقليمية. ونحن نبحث عن الدولة الأمن والسلام ووجود دستور حقيقي يضمن كل حقوق اليمنيين. ويحقق طموحات وأحلام الشعب اليمني ويلبي رغبات الشباب في مستقبل آمن وممارسة سياسية حقيقية. وكذلك يحقق استقرارر سياسي واقتصادي واجتماعي. في المقابل يسعي الانقلابيون لصياغة بنود وفرض شروط تحقق مصالحهم بمبررات بعضها مذهبية وطائفية تمكنهم من اغتصاب السلطة.
كثير من الشهداء والجرحي من جراء إخراج الانقلابيين ونرفض أن يتكرر ذلك في صنعاء والجديدة. وبالتالي يتم استخدام العقل بالتعاون مع المجتمع الدولي والعربي.
** نعود إلي بدايات الأحداث.. كيف اشتعلت الازمة اليمن؟
* بعد تطور الأوضاع في دول الربيع العربي. وصلت الأمور إلي طريق مسدود بين الحراك اليمني ضد الرئيس علي عبدالله صالح. الذي بالسلطة ورفض الاستجابة لمطالبة الثوار. وتبنت الدول العربية والمملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي موقفاً. توصلوا خلاله إلي اتفاقية الخليج التي انتهت إلي تسليم السلطة إلي الرئيس عبدربه منصور هادي. من أجل الحفاظ علي مؤسسات الدولة وهويتها ومقدراتها بوضع آلية لإجراء انتخابات برلمانية. وتنظيم حوار وطني بين كل القوي السياسية بمن فيهم الحوثيون. واستمر هذا الحوار أكثر من عام. وشاركت فيه الأحزاب والمرأة. والشباب. وكانت له نتائج ايجابية. حيث نجح في وضع نقاط ومبادئ دستورية لكل ما كان يشعر به المواطن اليمني من آلام.
ورغم ذلك حدث الانقلاب علي الاتفاق الخليجي من قبل الحوثيين المدعومين من إيران والذين يعملون علي تمكين إيران من اليمن وباب المندب بصفة خاصة.
** لماذا اضطر التحالف العربي بقيادة السعودية للتدخل العسكري؟
* نظراً لوجود انتهاك لحرمة المواطن اليمني من قبل الانقلابيين. ولحق الشعب اليمني في إدارة الدولة. جاءت “عاصفة الحزم” تعبيراً عن الموقف العربي القوي الذي ساند شرعية الدولة ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته. وقادتها المملكة العربية السعودية ومصر والمملكة الأردنية الهاشمية.
ودولة الإمارات. وهو ما مكن الحكومة اليمنية من تحرير 85% من الأرض التي سيطر عليها الانقلابيين. وذلك تكون عاصفة الحزم قد حققت أهدافها.
** ما حجم سيطرة الحكومة علي الأرض في اليمن؟
* يمكن القول إن الحكومة اليمنية تسيطر علي النسبة الأغلب من مساحة اليمن. وحتي أكون صادقاً أؤكد أن 85% من الأراضي اليمنية ممثلة في 12 محافظة بعد تحرير عدن تقع في قبضتها الآن. والباقي تستطيع الحكومة اليمنية السيطرة عليه خلال أيام..
ولكنها تتأني في تحرير المناطق من أيدي الانقلابيين حتي لا يحدث دمار وقتل للمدنيين. كما حدث في محافظات عدن وحضر موت. وما يحدث حالياً في تعز والتي سقط فيها عدد كبير من الشهداء والجرحي من جراء إخراج الانقلابيين. ونرفض ان يتكرر ذلك في صنعاء والحديدة وبالتالي يتم استخدام العقل بالتعاون مع المجتمع الدولي والعربي للضغط من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 لعام 2015 والذي يطالب الحوثيين بالخروج من مؤسسات الدولة وتسليم الأسلحة لسلطة الدولة.
كما يطلب الحوثيين بالامتناع عن اتخاذ المزيد من الإجراءات الأحادية التي يمكن أن تقوض عملية الانتقال السياسي في اليمن ويطالب الحوثيين أيضاً بالقيام فوراً دون قيد أو شرط بالكف عليها بما في ذلك العاصمة صنعاء. كذلك التي تتدرج صمن نطاق سلطة الحكومة الشرعية. والامتناع عن الاتيان بأي استفزازات أو تهديدات للدول المجاورة والافراج عن جميع السجناء السياسيين وجميع الاشخاص رهن الإقامة الجبرية. وإنهاء تجنيدد الأطفال المجندين في صفوفهم.
** وما الدور الإيراني في الازمة اليمنية؟
* طهران لها دور واضح في كل ما يحدث باليمن وأصبح مرئياص للجميع من خلال تدخلها في العالم العربي. وسواء في لبنان وسوريا والعراق.. وفي اليمن تمول الحوثيين بالسلاح والصواريخ وتهدف للوصول إلي باب المندب والبحر الأحمر والسيطرة علي المنطقة بشكل عام. حتي تسيطر علي المنافذ البحرية وتكون بذلك تحكمت في المنطقة العربية. خاصة وأن البحر الأحمر هو المنفذ الحقيقي للتجارة العالمية بين الشرق والغرب. وأطماع إيران واضحة في المنطقة العربية وتقوم جماعة انصار الله بدور “مخلب قط” لها في العالم العربي.
ولكن عاصفة الحزم انهت كل هذه الأطماع في اليمن بإعادة الشرعية. ولو تحقق لإيران ما تريد لكانت قد سيطرت علي المنطقة والعالم. وهي الآن تتدخل بشكل سافر في شئون اليمن الداخلية بتهريب السلام والدفع بالخبراء العسكريين القادمين من طهران لدعم الحوثيين وتدريبهم. الأمر الذي كان له أسوأ الأثر في حالة عدم الا ستقرار التي تشهدها البلاد منذ سنوات.
** هل يستطيع الجيش اليمني الآن فرض سيطرته علي الأرض؟
* بعد تحرير محافظة عدن و12 محافظة أخري أصبحت تحت سلطة الحكومة بدأنا في تأسيس جيش وطني قوامه يفوق المائة ألف مقاتل في المناطق العسكرية المحررة وتشمل مأرب وعدن والمهرة وحضرموت ولدينا عدد كبير من المقاتلين الأكفاء في الجيش الوطني اليمني الذي يتم إعادة تشكلية الآن من كل أبناء الشعب اليمني ولن يكون جيشاً طائفياً من أجل إعادة تحقيق الأمن والاستقرار لليمن.
** متي يتم تحرير صنعاء؟
* الموقف الدولي والتحالف العربي. أعطي الحكومة الشرعية القوة الحقيقية سواء عن طريق تحقيق السلام والتفاوض لانهاء الازمة سياسياً أو بطريقة السيطرة علي الأرض بطريقة مباشرة من خلال الدعم الدولي والدعم العربي. يمكن اقتحام المدينة. ولكن نؤجل ذلك حتي لا تراق المزيد من دماء الأبرياء.
** ما هو دور الأمم المتحدة والجامعة العربية في حل الازمة؟
* الموقف الدولي المتمثل في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي يلعب دوراً كبيراً في “حلحلة” الازمة اليمنية ودعم الشرعية من خلال قراراته. حيث صدر قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي يؤيد الشرعية في اليمن. ونتطلع منه المزيد لتطبيق هذا القرار. كما تلعب الجامعة العربية دو راً كبيراً ورياديا في ايجاب حل للقضايا العربية خاصة اليمنية وبدون دور الجامعة العربية في قضايا عديدة سيكون العرب في موقف لا يحسدون عليه. وستظل الجامعة العربية المظلة الحقيقية التي تجمع العالم العربي وتحافظ علي سيادته ووحدته.
Skip to content