الأخبار

وزير الصحة والسكان اليمنى لـ «الاهرام »:تفشـى الكولـيرا فى اليمـن .. والتقاعـس والإهـمال المتهـم الأول

◙ التنمية المستدامة لا تتحقق إلا فى وجود الاستقرار الأمنى والاقتصادى والاجتماعى
جاء إعلان حالة الطوارئ فى العاصمة اليمنية صنعاء، جراء انتشار وباء الكوليرا الذى حصد أرواح أكثر من 420 ضحية و أصاب ٢٥٦٧ آخرين فى أسبوعين دافعا قويا لمناقشة الدكتور ناصر محسن باعوم وزير الصحة والسكان اليمنى ورئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الصحة العرب فى الأسباب وسبل العلاج لتدارك الوضع الصحى المتفاقم الذى بات يهدد بكارثة صحية وإنسانية كبيرة غير مسبوقة، فكان الحوار على النحو التالى:
ما الوضع الإنسانى فى اليمن بعد استيلاء الحوثيين على ميزانية وزارة الصحة لعلاج مصابيهم؟
الحقيقة أن الوضع الصحى الآن فى اليمن صعب للغاية، فهناك مساحة كبيرة ومحافظات تسيطر عليها قوات الحكومة الشرعية وبدأت الأوضاع تتحسن فى القطاع الصحى رغم قلة الإمكانات، وعدم وجود الموازنات، ولكن بدعم أشقائنا فى مجلس التعاون الخليجى وبعض الدول العربية وكثير من المنظمات الدولية، استطعنا أن نعيد بعض المنشآت الصحية إلى وضعها الطبيعى أو شبه الطبيعي، وهناك دعم نقدمه للمحافظات التى مازالت تقع تحت سيطرة الانقلابيين خاصة المحافظات ذات الكثافة السكانية الكبيرة، ونقدم الدعم لها إلا أنه لا يستثمر بشكل مناسب، وذلك يرجع إلى ان كثيرا من الأدوية يمنع وصولها من قبل الميليشيات الانقلابية إلى المواطنين ، ولعل ما يؤكد ذلك ظهور حالات من مرضى الكوليرا نتيجة التقاعس والاهمال فى الإصلاح البيئى وتراكم القمامة فى الشوارع والميادين وخاصة مدينة صنعاء، وكذلك ما حدث فى محافظة الحديدة من سوء الخدمات، وتعرض الكثيرين للمجاعة ، نتيجة حرمان المواطنين من وصول المساعدات الغذائية والدوائية إليهم من قبل الميليشيات الانقلابية.
«مشكلة النازحين» تؤرق اليمن، كيف يمكن تقديم الدعم المالى لتوفير أبسط حقوق الإنسان اليمني؟
نعانى فى اليمن من مشكلة النازحين الداخليين ، وهم أبناء اليمن النازحون من مناطق الصراع فرارا إلى المناطق الآمنة، وهم يمثلون نحو 3.5 مليون نازح يمني، ولدينا النازحون من القرن الإفريقى وأعدادهم كبيرة ومتزايدة من الصومال وإثيوبيا، وهو ما يمثل عائقا كبيرا, ونتعامل مع العديد من المنظمات الدولية وخاصة منظمات الهجرة والمفوضية السامية للاجئين ، ونحن نتحمل هذا منذ نحو 4 سنوات .
كيف يمكن تحقيق التنمية المستدامة فى اليمن ؟
لا نستطيع تحقيق أى تنمية مستدامة فى اليمن الآن فى ظروف الحرب ، ونحن نتحدث عن تنمية الطواريء فى مجالات «الصحة، المجتمع، والغذاء»، فالحديث عن التنمية المستدامة لا يأتى إلا فى وجود الاستقرار الأمنى والاقتصادى والاجتماعي، ورسول الأمة صلوات الله وسلامه عليه يؤكد أن الأمان قبل الإيمان، وبالتالى متى توفر الأمان نستطيع أن نتحدث عن التنمية.
قمتم ببحث اتفاقيات مع بعض الدول مثل السودان وغيرها ، ما هى أهم هذه الدول التى تقدم الدعم الصحى لعلاج الجرحى والمصابين اليمنيين ؟
دول مجلس التعاون الخليجى منها مركز الملك سلمان بالمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة بشكل رئيسى فهم يساعدوننا على علاج الجرحى بالإضافة إلى الهلال الأحمر السوداني، الذين بذلوا قصارى جهدهم سواء فى علاج الجرحى داخل السودان أو فى خارجها، ولدينا الكثير من الدول التى قدمت المساعدات الطبية منها «مصر والكويت، وقطر،المملكة الأردنية الهاشمية».
كان لكم دور كبير فى حملات التطعيم الاحترازية ضد الأمراض الفتاكة داخل اليمن مثل مرض شلل الأطفال وغيره من الأمراض، ماذا فعلتم لمواجهة مرض الكوليرا، فمنظمة اليونيسف أكدت فى بيان لها أن هناك نحو 420 شخصا تم قتلهم بهذا المرض الفتاك؟
ننفذ سنويا حملتين وطنيتين للتطعيم وللتحصين ضد الأمراض القاتلة ومنها شلل الأطفال واليمن خال من شلل الاطفال منذ عام 2006 ورغم ظروف الحرب لم يتم تسجيل أى حالة، أما فيما يتعلق بالكوليرا فالموضوع متعلق بالإصلاح البيئي، فإذا أردنا أن يختفى هذا الوباء فعلينا أن نوجد بيئة صحية آمنة من مياه شرب صالحة ومنظومة صرف صحى جيدة، وتوفير خدمات الكهرباء وغيرها من الاحتياجات الضرورية فعندما تتوافر مثل هذه الاحتياجات سوف تختفى هذه الظاهرة، ونحن الحلقة الأخيرة فى مواجهة هذه الأوبئة مثل الكوليرا والحميات والملاريا، وننسق الآن مع المنظمات الدولية ومجلس التعاون الخليجى على تحديد مراكز لاستقبال هذه الحالات ومراكز للرصد الوبائى لمكافحة هذه الحالات بالإضافة إلى التوعية الصحية للمواطنين، وهناك تنسيق مع الصليب الأحمر الدولى ومنظمة أطباء بلا حدود بمختلف الفروع، كما يوجد باليمن ممثلون لمنظمة الصحة العالمية واليونيسف.
ما المطلوب من مصر فى المرحلة المقبلة؟
مصرهى القلب النابض للأمة العربية وهى حاضنة العرب دائما وباستمرار، ولن نستغنى عن خدمات مصر. ونأمل بعد تحقيق الاستقرار فى المناطق التى تخضع للحكومة اليمنية الشرعية أن نحظى بدعم وزارة الصحة المصرية والهلال الأحمر المصرى وتمدنا بعدد من الكوادر البشرية المتخصصة لإجراء العمليات الجراحية بالداخل والحد من سفر الجرحى للخارج.
ما وضع القضية اليمنية الآن على المستوى الدولي؟
‪ ‬الحكومة الشرعية تدعو للسلم وإيقاف الحرب وذلك من خلال ثلاث مرجعيات أساسية للحوار وهي: المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطنى والقرارات الأممية والدولية ذات الصلة، وخاصة القرار رقم 2216 فإذا جنح الانقلابيون للسلم والتزموا بتلك المرجعيات الرئيسية فإننا نرحب بالحوار.
Skip to content